لست نبياً

لست نبياً

أنور الخطيب

لا تهلّلي ولا تكبّري

كلما قلتُ كلاماً تافهاً في الحياة،

لستُ ابنَ هذه الحياة،

لستُ سوى خادمٍ بسيط

في بلاط الفراشات،

نادلٍ عجوزٍ في ملاهي المطر،

لاعبٍ شقي مع الريح،

عازفٍ في جوقة الليل،

فكرة تائهة تبحثُ عن معنى

لارتباكي في الصباح أمام قلبي…

وقصيدةٍ مخنوقة تنفث نارها في رئتيّ

لستُ سوى حرفين ناجيَيِْن

من هتاف الملتبس؛

حرف يقول دماره وحرف يرتجف..

فيا سيدتي…

خذيني على محمل العبث المطل عليّ…

ولا تخرجي لشرفةٍ

كي تعانقي غيابي بالخيانة،

لا وقت لدي لأبحثَ عنّي؛

منشغلٌ بذعر الفراش عند الفجر،

بما سأدلق في كؤوس الشتاء

للصعاليك والغرباء،

بما سأفعل لو جفّت حكايا الريح،

بالنجوم لو نضجت نشوتها،

بفكرةٍ لو عثرتْ

على معنى دقيق للنبوّةِ…

بِحيرةٍ قد تنتهي…

بدهشة قد تموت…

بفراغِ ما بعد الطفولة…

منشغلٌ بما لا يُشغل العصافيرَ وقتَ القمح،

بما لا يشعلُ الذكورَ وقت الإناث،

والرواةَ عند المساء،

والضائعينَ عند المفترق،

والغريقَ في لحظة المياه،

فحين تأتي لحظةُ الطّلق

تعتري أبوّتي الأمومةُ،

وحين تأتي لحظة المياه

أشرب المحيط،

وحين تأتي لحظة المغيب

أرتدي بدلة الظلام

وأستل الكلام،

ندٌّ أنا لينبوع الضجر،

عابثٌ ما لا يُطيق العبث،

ماكرٌ فوق ما تطيق نساء الليل،

فلا تكبّري ولا تهلّلي

كلما قلت كلاماً تافهاً

في الحياة…

بل ارفعي نهديك للسماء

وادعِ لي كي أكون

ما يكونه المطر،

أوله في الغيم،

وآخره قطرة

ما لها مستقر

نوفمبر 2011

 

 

اترك تعليقاً