محمد عساف :ما أتفه الفن لو اقتصر على العشق والغرام ولم يحمل الهم الوطني
حضر عرض فيلمه «يا طير الطاير» في مهرجان تورنتو.. وتحدث عن نشاطاته الفنية ووفائه لجمهوره العربي
عبد الحميد صيام
تورنتو (كندا) – «القدس العربي»: عندما علمت «القدس العربي» أن محمد عساف سيحل ضيفا على «مهرجان تورنتو السينمائي الدولي» تم الإتصال به لترتيب مقابلة على هامش المهرجان فوافق على الفور. وصل عساف تورنتو والفريق المرافق له بمن فيهم مخرج فيلم «يا طير الطاير» هاني أبو أسعد والأطفال الذين مثلوا في الفيلم الذي يصور حياة محمد عساف ومعاناته من أجل تجاوز العقبات الكأداء والوصول إلى النجومية. والفيلم يتجاوز القصة الشخصية لعساف ويحكي معاناة أبناء قطاع غزة جراء الحروب المتواصلة والحصار وضيق سبل العيش وانسداد قنوات الأمل.
مساء الأحد كان أبناء الجالية العربية على موعد مع عساف في الهواء الطلق في شارغ يونغ قريبا من مركز المهرجان، حيث أقيم مسرح خشبي في الشارع، وأغلقت جميع الطرق المؤدية للمكان. وعندما ظهر هاجت الجماهير وماجت وهي تهتف باسمه «عساف عساف». غنى لهم «علِّي الكوفية» و»أنا دمي فلسطيني» و»أيوه حغني» وأغنية الفيلم «مهما صار» وكلما انتهى من أغنية طالب الجمهور بالمزيد، ثم طلب من الجماهير أن يرافقوه في أغنية «يا طير الطاير». في اليوم التالي خصص من وقته الضيق أكثر من ساعة في فندق «الفور سيزونز» للحديث مع «القدس العربي» التي واكبت وما زالت مسيرة عساف منذ إنطلاقته الأولى في برنامج «أرب أيدول» وحتى هذه اللحظة.
■ محمد، هذا لقاؤنا الثالث. إلتقينا في نيوجرزي ثم في فرجينيا وهذه المرة في تورنتو في كندا. أي مسيرة سنتين. دعنا في البداية نقدم للقراء والمعجبين بمحمد عساف تقييما لمسيرة السنتين.
□ أشكركم وأؤكد لك أنني ممتن لك ولـ»القدس العربي» على دعمكم وعلى مواقفكم الوطنية، وأنا من المتابعين للصحيفة ولمقالاتك بالتحديد. نعم. كل من يتابع أخباري يعرف أن مسيرة السنتين كانت حافلة رغم العديد من الصعوبات فلا شيء يأتي بسهولة وقد تعلمت الكثير خلال العامين الماضيين وخاصة ما أردده في كل مناسبة وأمام وسائل الإعلام أن الإنسان يجب أن يتمسك بالأمل دائما.
قضيت كثيرا من السنتين الماضيتين طائرا من بلد إلى آخر، وكأنني أعيش حياة طائر من البرازيل إلى فنزويلا ومن ألمانيا إلى الجزائر ومن مصر إلى سويسرا. وأهم ما يميز إنجازاتي في السنتين أنني قدمت ألبومي الأول، بالإضافة إلى عدد من الأغاني الانفرادية وبعض الأغاني الفلسطينية.
لقد حصلت كذلك على العديد من الجوائز العربية والإقليمية والعالمية. لقد بدأت بمسابقة جوائز (إم- تي- في) وحصلت على لقب «أفضل فنان صاعد في الشرق الأوسط» لعام 2014 ثم أضيف إلى الشرق الأوسط الهند وأفريقيا. وقد فزت وأنا هنا في كندا بجائزة «باما» لأفضل فنان صاعد في الشرق الأوسط لعام 2015 وكان يجب أن أكون في ألمانيا لتسلم الجائزة، لكن رحلة تورنتو كانت مرتبة سلفا ولم أتمكن وقد تسلمتها عني الصديقة العزيزة الفنانة الكبيرة أحلام.
أحمد الله على كل هذه النجاحات وأشكر الجماهير العربية العظيمة التي وقفت معي وأيدتني وصوتت لي ولكني أيضا أود أن أؤكد على خصوصية فلسطين ودورها في هذا النجاح، لأن فلسطين هي أصل الحكاية ولا يمكن للناس أن يفرقوا بين محمد عساف والقضية الفلسطينية التي أثرت في شخصيتي فأنا أحمل الهم الفلسطيني وأطوف به وفوزي بهذا اللقب الفضل فيه لفلسطين فهي التي علمتني وهذبتني وربتني على محبة الناس والتواضع أمام عظمة شعبنا وتضحياته.
سنتان من النجاحات وقد تخطيت كثيرا من العقبات وإقتنعت أن هناك مجالين كل من يدخل فيهما لا بد إلا أن يتعرض للنقد والتجريح أحيانا وهما السياسة والفن وعلى كل من يدخلهما أن يتحمل النقد والكثير من الإشاعات فإرضاء الناس غاية لا تدرك. أنظر إلى داخلي وأجد أنني مقتنع من إنجازاتي وأحاول دائما أن أنظر إلى نصف الكأس المليان وليس النصف الفارغ. الحب الذي يغمرني أينما حللت هذا هو رأسمالي وما يدفعني للإبداع أكثر وأكثر وأتقبل النقد وخاصة النقد البناء الذي أحترمه وأستفيد منه أما النقد الهدام فأحاول دائما أن أهمله.
■ أطلقت شريطك الأول تحت إسم «عساف» واحتوى العديد من الأغاني المنوعة وبلهجات مختلفة. هناك أكثر من ملحن وأكثر من أسلوب. هل أنت راض عن نجاح أغاني الألبوم؟ ما هو تقييمك لألبومك الأول؟ هل لقي النجاح الذي توقعته وهل ساعدك الألبوم في تلمس طريقك نحو التميز بحيث يصبح هناك لون من الغناء يرتبط بمحمد عساف؟
□ هذا سؤال مهم ويستحق المناقشة والبحث. دعني أقول إن ردة الفعل على الألبوم الأول كانت إيجابية وأن الناس كانوا سعداء به وقد سمعت الكثير من الآراء وقد نجح نجاحا باهرا، كما بدا ذلك من التغطية الإعلامية الواسعة في الصحافة الفنية وكذلك حجم المتابعة على وسائط التواصل الإجتماعي تجاوز عدد الزيارات لبعض الأغاني عدة ملايين.
لقد كانت الأغاني منوعة واستطعت أن أثبت أنني قادر على الغناء بلهجات وألوان عدة. وأما عن موضوع التميز فأنا أشعر أنني أتميز باللون الشعبي وقد وصلني العديد من التعليقات حول ما أبدع فيه أكثر وسأركز في المراحل المقبلة على ما يميزني ويرضي أذواق جماهيري الواسعة في الوطن العربي الكبير. أشعر أنني نجحت في كل الألوان التي قدمتها ولكن اللون الأقرب إلى قلبي والذي لقي صدى أوسع هو اللون الشعبي التراثي القريب لبلاد الشام.
■ بعد لقائنا الأخير قمت بجولات فنية في تونس ومصر والجزائر. الجماهير في تلك البلدان كانوا ينتظرون إطلالة محمد عساف ويسألون متى. كيف كان إستقبال الجماهير العربية في تلك البلدان العربية المهمة؟
□ بصراحة كان ظهوري في «مهرجان قرطاج» من أهم أحداث هذا العام. لقد كان إنجازا عظيما بقدر ما كان تحديا كبيرا لي. هذا مهرجان دولي عظيم وعريق، حيث وقف على مسرح قرطاج عمالقة الفن العربي والعالمي. سعدت كثيرا وأنا أغني العديد من الألوان الطربية، ولكني عندما غنيت أغاني الخاصة، وجدت أن الناس يحفظونها ويغنون معي وكانوا يصرون على المزيد وعندما بدأت أغني «علّي الكوفية» أحسست بأن تونس بكاملها تغني معي. للحظة إنتابني إحساس عظيم ففاضت عيوني بالدمع على هذا المشهد. فوجئت كم كان الشعب التونسي حافظا لأغاني. لقد إستخف بي البعض وأشعروني بأنني «صغير على قرطاج» وكان ردي أن الميدان هو الفيصل.
أما الجزائر فكان لقائي بالشعب الجزائري لقاء عظيما وحميميا. أكثر شعب شعرت بالقرب منه هو الشعب الجزائري بل وشعرت أنني مع شعب فلسطيني أكثر من الفلسطينيين أنفسهم. عندهم عشق وانتماء لفلسطين وكل من يشاهدني في الشارع يريد أن يعبر عن وقوفه مع الشعب الفلسطيني، ويقولون «نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة»، وهي جملة الرئيس الراحل بومدين المشهورة. قدمت ثلاث حفلات، وقد قال لي وزير الثقافة الجزائري إن عدد الحضور تاريخي وقال لم تمتلئ هذه المسارح إلا لوردة والشاب خالد وأنت ثالث الفنانين العظام الذين إستنفدوا كل التذاكر وكم تأثرت بهذا الكلام. أما في مصر فقد فوجئت أكثر وأكثر واكتشفت أن لي جمهورا في مصر فوق ما تخيلته. وعندما كنا نصور الفديو كليب لأغنية «أيوه حغني» كان الناس يلتفون حولي ويطلقون هتافاتهم «عساف نحن نحبك» ودعني أكشف لك أنني في المدة المقبلة سأعمل على إنجاز ألبوم أو جزء أساسي من ألبوم باللهجة المصرية المحببة لقلوب العرب. وهناك أغنية وطنية لمصر وسأشارك في إحتفالات «6 أكتوبر» ذكرى حرب رمضان المجيدة وسنقدم أغنية «عناقيد الضياء» مع الفنانين لطفي بوشناق وحسين الجسمي وعلي الحجار في ستة عروض بهذه المناسبة وكذلك سأشارك في 15 أكتوبر/تشرين الأول في «مهرجان الإذاعة والتلفزيون المصري» وأنا أتعاون الآن مع عدد من الملحنين المصريين لألبومي الجديد الذي آمل أن أطلقه قبل نهاية العام.
أقول لك من بين السبعة ملايين متابع ومعجب على الـ»فيسبوك» مليونان من مصر وحدها. وهذا عدد كبير جدا. إذن باختصار أكملت هذه الجولة محبة بلاد الشام ودول الخليج بمحبة وادي النيل وشمال أفريقيا لي وفي مقدمة الجميع شعبي الفلسطيني الذي دعمني ووقف معي.
سنتان وعدة أشهر أين كنت وأين أصبحت… هذا توفيق من الله ورضى الوالدين ومحبة الشعوب العربية البسيطة محبة الناس الطيبيين الغلابى الذين أنتمي إليهم فأنا لست برجوازيا حتى لو تغيرت حياتي لكنني أنتمي إليهم وأحس بمعاناتهم . أنا في النهاية إبن غزة، إبن مخيم خانيونس، إبن شارع الحاووز أنتمي لأهلي ولجيراني وأصدقاء طفولتي.
■ هل تحن يا محمد إلى أيام الطفولة العادية هل تتمنى أن تسير مع أصدقائك على شاطئ بحر غزة حافي القدمين أنت والأصدقاء بدون كاميرات وأضواء وصراخ المعجبين والمعجبات؟
□ نفسي ألبس الدشداشة وأذهب يوم الجمعة للصلاة كما كنت أفعل. كنا أحيانا نلبس الدشداشة وتحتها شورت السباحة فنخلع الدشداشة على الشاطى ونكون جاهزين للسباحة. اقسم إنني أفتقد تلك الأيام ولا يحزنني أكثر إلا الحنين لتلك الأيام الخوالي. (محمد عند هذا المقطع تأثر كثيرا وفاضت عيونه بالدمع وأكد أن هذا السؤال أثار فيه مواجع قديمة وذكريات جميلة…. توقفت المقابلة قليلا لتجاوز اللحظة العاطفية الصادقة)…. كنت أتمنى أن أكون ملك نفسي وأقول أحيانا لنفسي ما الذي أجبرني على هذا؟ ألم أكن أسهل أن أبقى محمد عساف الإنسان البسيط؟ ولكني أعود وأقول أنا أحمل عبئا على ظهري وهذه مسؤولية. في البداية كانت قضية شخصية… أريد أن أنجح ثم وجدت أن الموضوع الآن أكبر لأني أحمل الهم الفلسطيني وأطوف به في كل الدنيا. هنا في تورنتو جئت لأشهد عرض فيلم عن قصة حياتي مع بعض التعديلات التي تفرضها الحبكة الدرامية لكنه أيضا يتحدث عن قصة بلدي وجئت لأشارك في العرض وأتكلم مع الحضور عن الأمل وعن المعاناة حتى يسمعوا منا مباشرة بدل أن يسمعوا عنا.
■ بمناسبة الحديث عن فيلم «يا طير الطاير»، دعني أسألك عن الرسالة التي يحملها الفيلم للمشاهدين؟
□ الرسالة الأولى هي أن غزة ليست مقبرة وليست تجمعا لأناس يريدون أن يموتوا، بل غزة تـنبض بالحياة ومليئة بالنوابغ وقد يكون أقلهم أنا. غزة فيها رجال ومبدعون ومفكرون وموسيقيون ورياضيون وعلماء وأدباء وشعراء، ولكن غزة بحاجة إلى أمل وإلى أن يعيش الناس فيها بكرامة. إسرائيل تظن أنها بحصارها وحروبها وضغطها على الناس ستكسر إرادتهم لكنها مخطئة لأنها بممارساتها هذه تزيد الناس صلابة. وأريد بهذه المناسبة أن أنوه أن فلسطين ليست غزة – الوطن أكبر من غزة – القدس أهم – إنظر ماذا يحدث في الأقصى ومحاولة تقسيمه. وانظر الوضع المأساوي الذي يعيشه شعبنا وخاصة حالة الانقسام. الناس تعاني وتبحث عن لقمة العيش وفي نفس الوقت تصمد ولا تتنازل عن حقوقها. القدس الآن هي قضيتنا الأولى – القدس تـُهود. الأقصى يـُقسم. وفي الوقت نفسه هناك تراشق إعلامي بين الفصائل. البعض يتحدث عن الكهرباء والمعبر والرواتب والتسوية، وننسى القضايا الكبرى كالأسرى والقدس والدولة. رغم الحصار على غزة لكن الناس تستطيع أن تتحرك لكن الأسرى الذين دفعوا زهرة شبابهم يحجزون بين الجدران سنين طويلة. نتألم كثيرا ونحن نشاهد ما نرى ونتمنى أن نستطيع أن نغير هذا الواقع لكننا نعمل كل في مجاله وكل حسب قدراته لتغيير هذا الوضع المؤلم.
■ هذه هو دور الفن- ما أتفه الفن لو إقتصر على العشق والغرام ولكن عندما يحمل الهم الوطني يدخل الفن ميدان النضال كما قال محمود درويش «لا شيء أسوأ من الشعر السياسي إلا تعالي الشعر عن السياسة»؟
□ بالتأكيد وهذا ما أحاول التأكيد عليه. وأريد هنا أن أوجه رجاء ورسالة – كل هذه المعاناة وكل هذه التضحيات من الظلم أن يستمر الإنقسام. إتقوا الله في هذا الشعب. نداء موجه للجميع بدون إستثناء ومن أجل معاناة الناس في غزة الذين يعيشون حالة الحصار ومن أجل أهلنا في الضفة الذي يتعرضون لإعتداءات المستوطنين والجيش واستفحال الاستيطان.. من أجل هؤلاء جميعا ومن أجل آلاف الأسرى، ومن أجل القدس إنهوا حالة الانقسام الذي أساء لنا جميعا وأساء للقضية الفلسطينية.
في الفيلم نحاول أن نعطي فسحة الأمل. الناس في غزة لا يعتقدون أن الحياة كلها موت بل يريدون أن يعيشوا. الشباب لديهم أحلام والأطفال لديهم أحلام. فقط أعطوهم المجال وانتظروا الإبداعات وسترون أكثر من محمد عساف.
■ ألا تشعر بالضيق أمام الزخم الإعلامي والكاميرات والبروتوكول؟ هل تحاول أحيانا أن تنسحب من الأضواء لممارسة حياتك العادية بعيدا عن أية ملاحقة إعلامية؟
□ أريد أن أكشف لك سرا. قبل مدة بسيطة ذهبت إلى غزة دون إعلام أو تسريب وبقيت فيها عشرة أيام دون أن يصدر عني أي تصريح أو إشارة أنني في غزة. وعملتها أكثر من مرة حتى لا أضع صورة واحدة على مواقع التواصل الإجتماعي. عندما أنزل غزة أريد أن أعيش حياتي البسيطة العادية مثل أيام زمان. في آخر مرة نزلت إلى البحر قرب مخيم النصيرات مع ثلة من الأصدقاء بدون أضواء ولا كاميرات. جلسنا قرب الشاطىء للثانية صباحا نأكل ونغني ولا أحد يصور. كم شعرت بالسعادة حتى أصحاب المقهى شعروا بالسعادة عندما رأوني الإنسان العادي الذي يعرفونه من قبل. بعضهم ظن أني أصبحت جزءا من الطبقة البرجوازية، لكن ليتأكد الجميع من معارفي وأصحابي والمعجبين بي أنني لن أتغير ولكن قد تتحكم فيّ بعض الظروف التي تفرضها طبيعة عملي لكني سأبقى في جوهري ومسلكي وقناعتي الشخص البسيط نفسه الطيب المنتمي للناس العاديين.
■ أنت سفير مساعي حميدة لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وقد مرت مؤخرا الوكالة في أزمة مالية كادت توقف 800 ألف طالب عن إستئناف الدراسة في العام الجديد. ما رأيك في الموضوع وأين تقف؟
□ نعم كانت أزمة خطيرة. وأنا موقفي مع شعبي الفلسطيني. وأنا لوحت بالإستقالة. لقد لاحظت أن الموضوع تطور كثيرأ. هؤلاء الأطفال هم أولادنا. هذا أخي وابن أخي وجاري وابن عمي وإبن أختي وأختي المعلمة التي تعمل في الوكالة وعمتي. وأنا بصراحة أعتقد أن الأزمة مفتعلة وسياسية أصلا، وأنا لا أريد أن أكون سفيرا للأونروا على حساب مصالح شعبي وقضايا وطني. وقد تحركت كثيرا في هذا الإطار وأبلغتهم موقفي وإمكانية الاستقالة وأكدوا لي أنها أزمة مؤقتة وستحل قريبا. ومن جهتي إلتزمت الصمت وتعلمت ألا أتسرع ولا أحكم على الأمور بسرعة.
■ لكنني أؤكد لك أن المفوض العام بيير كريهنبول إنسان عظيم ويحمل هم اللاجئين الفلسطينيين بجدية مطلقة ومصداقية؟
□ أنا أعرفه جيدا وهو صادق تماما وكنت أحس بأنه يتألم ويبكي لما يجري وهو وغيره يعرفون الحقيقة. أعرف أن قلبه وقلوب العديدين من الموظفين مع قضية اللاجئين العاجلة ويريدون أن يساعدوا فعلا، لكن القضية سياسية وأكبر منهم وفي هذه الأزمة أنا لا يهمني المنصب ولا الموقع ولا اللقب أنا مع أولادنا وحقهم في التعليم أولا ولن أقف إلا مع أبناء شعبي وحقهم في التعليم فرأسمال الشعب الفلسطيني هو التعليم.
■ هل يمكن أن تشارك القراء في أية مشاريع مستقبلية وخاصة في تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني؟
□ الأونروا تمر الآن في أزمة مالية، وسأحاول أن أعمل الكثير من خلال الأونروا. نحن نساعد الكثيرين الذين هدمت بيوتهم في الحرب ونقدم لهم قدر المتاح. والأونروا جاهزة للبدء في إعادة الإعمار، لكن الإنقسام يعثر عملية الشروع في البناء وإن شاء الله هناك العديد من المشاريع التي تركز على تعليم الأطفال. لقد عرض علي أن أغني في حفل خاص في غزة وبأسعار تذاكر عالية ورفضت. أنا لن آخذ فلسا واحدا مقابل أن أغني في غزة. أريد أن أقدم لغزة لا أن آخذ منها. ولن أغني للخاصة بل للعامة ولجميع من دعم محمد عساف، لكن الظروف الأمنية قد لا تتيح فرصة الآن لحفل عام مفتوح في غزة. لا أفقد الأمل في الشباب. أنا أثق في هذا الجيل. هذا جيل التغيير وثقتي فيه مطلقة.
■ السؤال الأخير، محمد كثير من المعجبين يسألونك إذا لديك الوقت للإطلاع على رسائلهم وتعليقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي؟
□ دائما. أتابع كل شيء وأقرا معظم التعليقات، لكنني لا استطيع أن أرد على الجميع وأحاول أن أجمل ردي ليشمل الجميع وأقول لهم لا أستطيع من الناحية العملية أن أرد على كل واحد وإلا سأقضي الليل والنهار أرد على رسائل «تويتر» و»فيسبوك» و»الانستغرام». لكني أؤكد للجميع أنني أطلع وأتابع وأرد كلما سنحت لي الفرصة وأقول لهم أقسم إنني أحب الجميع، ولكن ليعذروني في موضوع هاتفي الشخصي فهذا خاص جدا جدا لأهلي فقط ولعدد محدود جدا من الأصدقاء.
http://www.alquds.co.uk/?p=406924